الثلاثاء، 15 يناير 2013

مغربيات يثرن قضايا العزوبة : "عمري 40 سنة وما زلت أعيش مع والدي"


مغربيات يثرن قضايا العزوبة : "عمري 40 سنة وما زلت أعيش مع والدي" 



يمثل العزاب في المغرب 39 في المائة من تعداد البالغين وذلك وفقا لآخر الإحصاءات، وهي واحدة من أعلى النسب في المنطقة العربية، وعادة  ما يكون الرجال هم الأغلبية في نسبة العزوية، لكن مع ذلك تبقى نسبة الإناث العازبات مرتفعة، حيث وصلت بشكل مذهل إلى 33 في المائة.

يتكهن العامة الأسباب التي تقف وراء التعصب في معاملة الأثنى،إ ذ وفق آخر الإستقصاءات، حسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2005، والذي خلص إلى أن المعتقدات الدينية قد تفسر بعض القيود التي تقف في وجه المرأة، إلا أن تلك القيود يتم فهمها على الأرجح عند ربطها  بالصعوبات الاقتصادية، ونقص التعليم، وغياب الديمقراطية بالإضافة إلى الاتجاه المحافظ.

و يعتبر المجتمع المغربي مجتمعا محافظا بأغلبية ساحقة ماحقة كما اظهر ذلك استطلاع للرأي أجري مؤخرا، وكانت نتيجته أن واحدا  من أصل اثنين من المغاربة يعتقدون بأن قانون الأسرة الجديد والذي أشيد به دوليا لبنوده اللبرالية  قد تمادى  جدا في ضمان المزيد من  حقوق المرأة

تصف المدونة المغربية سميرة نفسها بأنها ” فتاة كبيرة في السن، تبلغ من العمر 40 سنة، بلا عمل، وتعيش مع والديها في المنزل“، بدأت بنشر تجربتها اليومية بكل شفافية على مدونتها الجديدة.

وتمضي سميرة في تساؤلاتها ، كيف ستفصح لوالديها أنها تريد حياة مستقلة لنفسها، و انها تريد المغادرة:

في الوقت الحالي أفكر في حرية العيش وحيدة، أمضيت الليلة وأنا أتخيل مشهد إفصاحي عن رغبتي في العيش وحدي، ستنظر إلي أمي بازدراء وكأني تفوهت بخطأ غبي آخر، مما يعني فقط المزيد  من قلة احترامها  لي، لأن قلة الاحترام تكون الأغلب، موقف لا يمكن فصله عن حالة الفتاة الكبيرة غير المتزوجة "فتاة كبيرة بالعمر"، هذه بكل تأكيد عبارة اخترعتها امرأة.

 لأن المرأة وحدها فقط تعرف كيف تؤذي امرأة أخرى

توضح سميرة بوجود وصمة عار فظيعة تلحق بالمرأة غير المتزوجة:

ليست حتى لعنة، بل عدم كفاءة وفشل وانعدام القدرة على جذب وإغواء وإغراء الرجل لمشاركته حياته معك.

وحتى لو كنت أنت من رفض الرجل ، سيتم اعتبارك وحشا بانتظار سيده، وينتهي بك الأمر بكونك حمقاء كبيرة بالعمر، لأن لا أحد يريد تبني كلاب كهلة هائمة

غياب الدعم المادي هو أمر شديد الأهمية:

فتاة كبيرة بالسن وبدون عمل … هذا ما يزيد الطين بلة، ومع  ذلك لدي معرفة جيدة بالأدب. لا أدري، يمكنني أن اكتب مثل هذا الهراء  طيلة اليوم .. أو أن أقوم بالكتابة على الحاسب… أو أن احضر بعضا من القهوة، وضعي كعاطلة عن العمل لا يساعد، لست فقط بلا مأوى، وإنما أيضا بلا دخل، ويتم استغلالي إذ أنني أقوم بجميع الأعمال المنزلية لدى منزل والدي وأعمامي،وعماتي، وحتى أخي، لا تتوقف أختي جميلة عن الاحتجاج على هذا الاستبداد تجاهي وضد استغلالي، أما انا فلا أتكلم

ولدى سميرة بعض الخطط :

عندما سأفصح  لهم عن رغبتي بالذهاب، سيحدثون ضجة حول جحودي وعن العار الذي سوف اجلبه لهم، السبب الوحيد الذي يجعل البنت ترغب في العيش لوحدها هو أن تعبث هنا وهناك… عندما لا تكون هذه الفكر ة حاضرة في أذهانهم، سيفكرون بأنني الابنة العاقة التي هجرت والديها الطاعنين بالسن بعد كل ما فعلوه لأجلها، سيفعلون أي شيء لخنق الفكرة، لا يمكني إخبارهم إلا بعد أن أجد مكانا اذهب إليه، وسأجد المال لاستئجار غرفة صغيرة في مكان  ما واذهب.

تعمدت استخدام صيغة المستقبل لأحافظ على الأمل الذي سيؤسس طريقي الوحيد للخروج.

بالتأكيد سميرة ليست حالة فريدة من نوعها، والعديد من الأصوات أغلبها من دعاة المجتمع المدني، ينادون بالمزيد من التضامن، والمساواة والعدالة الاجتماعية
هل اعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق